الخميس، 17 أبريل 2014

لا أهلك وأنت رجائي ..


مقال رائع لــ أ. بشاير القحطاني 

بعنوان " لا أهلك وأنت رجائي " 

بسم الله والصلاة والسلام على ساكن طيبة الرحمة المهداة 

في ظل الأحكام الجديدة المتعلقة بالمرأة وما أثير حولها من الكلام أحببت أن أشير الى بعض الحديث المهم في هذا الشأن فأقول مستعينة بالله:حينما قال عليه الصلاة والسلام ليسوا بخياركم،يقصد من يضربون نسائهم وقال خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي وروي عنه انه لم يضرب إمرأة قط ،
وعندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي جهم بأنه "لا يضع عصاه عن عاتقه"، بمعنى أنه يضرب النساء لما إستشارته فاطمة بنت قيس في خطبة ابي الجهم لها ذاماً له لأنه أُشتهر بالغلظة ، كل هذة وغيرها الكثير من قصص خلق الرسول الكريم مع زوجاته وبناته ورحمته لهن فقد كان يقف لفاطمة رضي الله عنها حينما تدخل المجلس ثم يجلسها بجواره ويقبل مابين عينيها وفي لطيف عبارة أبوية حنونة قال لها سرا لما حضرته الوفاة وهي تبكي : انتي اول اهلي لحاقا بي فإستبشرت وهدأت ليقينها ان الحياة هي حياة الأخرة ، وحينما أمر الجيش في أحد المعارك بالتقدم قبله وهم في طريقهم للمدينة ثم تسابق مع عائشة بروح ملؤها الحب والمرح والمودة ، وقال عليه السلام إني أُحرج عليكم حق الضعيفين المرأة واليتيم وفي وصيته العظمى قبل وفاته وصى بثلاث ركائز أساسية كان أحدها أستوصوا بالنساء خيرا . 
 إن أخلاق ديننا وأوامر شرعنا المطهر لم تأتي بالغلظة ولا بالشدة ولا بالنقص او التناقض وحينما يتبجح البعض بأن ضرب المرأة نص عليه القرآن فأقول لهم أين الفقة يا رعاكم الله فقبل الحكم المطلق لنعرف اولا مناسبة الأية وسببها وماهو الضرب المعني فيها وأي درجة كان الضرب من درجات التأديب ، فأولا هذا الضرب إنما كان للمرأة الناشز فكما ذم الاسلام طغيان الرجل وقسوته فقد ذم عصيان المرأة وتمردها فكان تأديبها بالموعظة اولا فإن لم تستجب كان الهجر فإن لم تستجب وهذا نادر جداً من أي إمرأة تخاف الله وتحب وتطيع زوجها وتتقي الله فيه كان الضرب هنا حلا أخيرا غير مُرغب فيه الا للضرورة القصوى ، وأي ضرب يقصد هنا ، ضرب تأديب لا تعذيب وكما قال العلماء ضرب بالمسواك لأن الغرض منه العقاب النفسي حتى ترعوي المرأة الناشز وتعود لوعيها وتهتم بشأن زوجها ، لا ضرب يضر بها ويؤذيها جسديا فديننا هو دين الرحمة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يأمر الزوج بطيب العشرة ( وعاشروهن بالمعروف) ثم يأمره بضربها وتعنيفها، لأنه لا تناقض في القرآن ولا عدوان في الإسلام ،وقد وصف القرآن المطهر طبيعة هذة العلاقة السامية( وجعلنا بينكم مودة ورحمة) فكيف يرعاكم الله يصح ان تستخدم آية النشوز كمبرر لضرب المرأة وأذاها؟!!،،
وحينما اذكر لكم هذا التوضيح من القرآن والسنة ،إنما ذكرته لأوضح أمراً غاية في الأهمية ؛ فحينما تأتي العقوبات على ضرب الرجل لزوجته وتحدد بمبالغ مالية تدفع للمرأة او لبيت المال .
فأولا هل ترون في هذا القانون رادع شخصي ذاتي داخلي يجعل الرجل يكف فعلا عن ضرب المرأة والعدوان عليها ، ثم هل تعتقدون أن المرأة التي أرهقها رجل ظالم طاغي بالضرب وأضعف نفسها وقيدها فلا ترى لغيره سلطانا ولا تسمع لمن سواه صوتا ،هل ترون أنها قادرة على دفع هذا الأذى عن نفسها وهي من لا تستطيع النظر حتى لزوجها الظالم ،؟!
ثم هل ترون أن هذا الحل لو أقدمت عليه المرأة ستصلح بعده حالة المرأة مع زوجها وسيستمر بيت الزوجية أم سينقض لأجل خمسون ألف ريال؟!..
أنني أهيب برجال مجتمعنا وأحسب أنهم على قدر كبير من العقل والإيمان  أن لا يجعلوا قوانين السيداو ولا غيرها هي من تجعلهم يحسنون لنسائهم بل فلينظروا لمعين دينهم المطهر ثم ليتأملوا شهامة العربي الأصيل وهو يرى ضرب المرأة عيب يترفع عنه ذا المرؤة منهم ولا يقع فيه الا كل ضعيف ودنيئ وعلى هذا سارت الركبان بالأشعار ، وأصبح عارا يستعار منه ودليلا على الضعف بل منتهاه .
ثم أوجه كلماتي لبنات جنسي من النساء بأن لا تقع في فخ حماية السيداو لها ولن أطيل في هذا ولكن أترك لك سؤالا وأجعليه دليلك عن أهداف هؤلاء الشراذم ومن يتبعهم من بيننا، هل رأيتي أحدهم يدافع عن حق المرأة المطلقة والأم التي فقدت أطفالها ظلما من زوج لا يخاف الله ، هل رأيتهم يتسابقون للمحاماة عن هؤلاء النسوة اللاتي أضنتهن المحاكم ودهاليزها وجور قضاتها !! . 
إذن بعد كل هذا برأيكم هل نحن بحاجة لمؤتمرات الغرب وثقافتهم وأنظمة حقوق الإنسان الفاشلة وبين أيدينا هذا الكم من الأدلة والأخلاق الفاضلة .
أترك الإجابة لكم وأسأل الله أن يحمي بلدنا ومجتمعنا من كل سوء ويجعل السعادة والمودة لا تفارق بيتا من بيوتنا ولا أسرة من أُسرنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا الأمين .

****
كتبته
بشاير القحطاني
١٤٣٥/٦/١٦هــ .